فيا ليت قومي يعلمون"ما الجنة"؟
1) هـــي دار الخـــــلود.
في معجم الطبراني وصححه الألباني عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المرد إلى الله إلى جنة أو نار خلود بلا موت و إقامة بلا ظعن"
2) الجنة دار النعيم لا شقاء فيها.
في صحيح البخاري عن أبي هريرة. مرفوعاً: "إنَّ رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى ولكن أحب أن أزرع ! فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه و استحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله: دونك يا ابن آدم ! فإنه لا يشبعك شيء.
3) وأعظم من كل ذلك أن أهلها يظفرون بأعظم نعيم حين يرون رب العالمين من كل يوم جمعة الذي يدعى هناك يوم المزيد أما تشتاقون لذلك.
في صحيح مسلم عن أنس مرفوعاً: "إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فيها كثبان المسك، فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم، و قد ازدادوا حسنا و جمالا فيقول لهم أهلوهم: و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا فيقولون: وأنتم و الله لقد ازددتم بعدنا حسنا و جمالا.
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في سننه وابن خزيمه وابن حبان في صحيحيهما عن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون: و ما هو؟ ألم يثقل الله موازيننا و يبيض وجوهنا و يدخلنا الجنة و ينجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه و لا أقر لأعينهم".
فإنْ سألت عن وصفها.
فلها ثمانية أبواب
أخرج ابن سعد وصححه الألباني عن عتبة بن عبد: "الجنة لها ثمانية أبواب والنار لها سبعة أبواب".
فإن شئت أن تعلم ما وصف تلك الأبواب فانظر شأن مصراعيه.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: "والذي نفسي بيده إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة و بصرى".
وأما أرضها فخبزة بيضاء
أخرج أبو الشيخ في العظمة وصححه الألباني عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أرض الجنة خبزة بيضاء".
وفي الجنة أنهار
أخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني عن معاوية بن حيدة مرفوعاً: "إن في الجنة بحر الماء، و بحر العسل، و بحر اللبن، و بحر الخمر، ثم تشقق الأنهار بعد"
وفي الجنة نهر الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه
في البخاري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف قلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما
وأخرج الشيرازي في الألقاب وصححه الألباني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة أنهار من أنهار الجنة سيحان و جيحان والنيل و الفرات"وفي الجنة غرفٌ
أخرج الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام و ألان الكلام و تابع الصيام و صلى بالليل و الناس نيام.
وفي الجنة شجر عظيم الشان
في الصحيحين عن أنس مرفوعاً: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام ما يقطعها".
في المسند وصحيح ابن حبان وحسنه الألباني عن أبي سعيد الخدري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى شجرة في الجنة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"
أما بيوت الجنة فبناؤها الذهب والفضة
أخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة مرفوعا: "الجنة بناؤها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم".
وفي الجنة خيام من لؤلؤ.
في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا.
وفي الصحيحين عن أبي موسى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون".
وأزواجك في الجنة لا تسل عن وصفهن
أخرج الطبراني في الأوسط وصححه الألباني عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط إن مما يغنين: "نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام"، ينظرن بقرة أعيان، وإن مما يغنين به: "نحن الخالدات فلا يمتنه نحن الآمنات فلا يخفنه"نحن المقيمات فلا يظعنه.
إخوتاه..
ولكن الجنة درجات، وكلٌ بحسب عمله وكسبه
في البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنَّه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.
أخرج الإمام أحمد في مسنده و الترمذي في جامعه وصححه الألباني عن معاذ بن جبل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ذر الناس يعملون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض و الفردوس أعلاها درجة و أوسطها و فوقها عرش الرحمن و منها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس".
وبعد
فهل لما علمتم شأنها شمرتم عن ساعد الجد لتظفروا بها، أم مازلتم تؤثرون الحياة الدنيا الفانية، أم مازلتم في الغفلات المهلكة.
هذه الجنة فأين من يعمل لها؟
هذه الجنة فأين من يهواها ويشتاق لها؟
فإن ظللتم فيما أنتم فيه من البلاء، وآثرتم العاجلة على الباقية، فهل تعلمون إلى أين المصير؟
هل تعلمون عن جهنم شيئاً؟